ما هو هرمون الأدرينالين؟

يُعرف هرمون الأدرينالين (بالإنجليزية: Adrenaline)‏ أيضاً بهرمون الإبينيفرين (بالإنجليزية: Epinephrine)‏ أو هرمون استجابة الكر أو الفر (Fight-or-flight response)، وهو أحد الهرمونات التي يتم إفرازها من الغدة الكظرية وبعض الخلايا العصبية،[١] ومن الجدير بالذكر أن الغدة الكظرية تتألف من جزأين رئيسيين، ويمكن بيانهما على النحو الآتي:[٢]

  • لب الغدة الكظرية: (بالإنجليزية: Adrenal medulla)، والذي يقع داخل قشرة الغدة الكظرية تحديداً وسط الغدة الكظرية، وتكون هذه المنطقة مسؤولة عن إنتاج هرمونات التوتر؛ بما في ذلك هرمون الأدرينالين.
  • قشرة الغدة الكظرية: (بالإنجليزية: Adrenal cortex)، والتي تمثل المنطقة الخارجية والجزء الأكبر من الغدة الكظرية، وتنقسم المنطقة إلى أقسام ثلاثة رئيسية بحيث تكون كل منطقة منها مسؤولة عن إنتاج هرمونات معينة.


وظيفة هرمون الأدرينالين

يقوم هرمون الأدرينالين باستجابة الكر أو الفر عند التعرض لعوامل أو حالات معينة، ومن الجدير ذكره أن تأثير هرمون الأدرينالين قد يستمر لمدة تصل إلى ساعة بعد أن يزول المحفز أو يهدأ التوتر، ويبشكلٍ عام يترتب على استجابة الكر أو الفر ما يأتي:[٣]

  • تمدد الممرات الهوائية بما يساهم في تزويد العضلات بالأكسجين الذي تحتاجه لمواجهة الخطر أو الفرار.
  • انقباض الأوعية الدموية لإعادة توجيه الدم نحو مجموعات العضلات الرئيسية؛ بما في ذلك القلب والرئتين.
  • انخفاض قدرة الجسم على الشعور بالألم، وهذا ما يمكن من الاستمرار في محاربة المخاطر أو الهروب منها عند التعرض لعامل ما.
  • ازدياد القوة والأداء بشكلٍ ملحوظ.
  • زيادة الوعي في الأوقات العصيبة.


آلية التحكم بإفراز هرمون الأدرينالين

يتم إفراز الأدرينالين وزيادة مستوياته في الدم من خلال تنشيط الأعصاب التي تتصل بالغدد الكظرية، ومن الجدير ذكره أن هذه العملية تحدث بصورة سريعة أي خلال دقيقتين إلى 3 دقائق وذلك في سبيل التصدي أو مواجهة الحدث الذي حفّز هذه الاستجابة، وعند انتهاء المُحفز فإن ذلك يتسبب بانخفاض الضربات العصبية التي تصل إلى الغدد الكظرية، مما يُحفز الغدة الكظرية لإيقاف إنتاج الأدرينالين، ومن الجدير ذكره أن التعرض لظروف مجهدة لا يحفز إنتاج الأدرينالين فحسب بل قد يؤدي إلى تحفيز هرمونات أخرى إلى جانب الأدرينالين؛ كالهرمونات الستيرويدية (بالإنجليزية: Steroid hormones)، إذ تلعب هذه الهرمونات دوراً في عملية الأيض في الجسم، وفي ظل التعرض لظروف الإجهاد المزمن طويل الأمد فإنها تؤدي إلى رفع مستويات سكر الدم.[٤]


المستوى الطبيعي لهرمون الأدرينالين

يتراوح المستوى الطبيعي لهرمون الأدرينالين بين 0-140 بيكوغرام/مليلتر، بحيث يجُرى فحص مستويات هذا الهرمون ضمن فحص مخبري معروف بتحليل الدم لهرمونات الكاتيكولامينات (بالإنجليزية: Catecholamine blood test)؛ والذي يتضمن قياس مستويات الهرمونات التي تُصنعها الغدة الكظرية والمعروفة بالكاتيكولامينات والموجودة في الدم، وهي بالأصل ثلاثة هرمونات: الأدرينالين، والنورأدرينالين (بالإنجليزية: Noradrenaline)، والدوبامين (بالإنجليزية: Dopamine).[٥]


ارتفاع مستوى هرمون الأدرينالين

كما تم التوضيح سابقاً فإن ارتفاع مستوى هرمون الأدرينالين يعد أمر شائع وطبيعي الحدوث، فهو استجابة طبيعية يُظهرها الجسم عند التعرض لظروف تستلزم استجابة الكر والفر، وعند حدوث هذه الاستجابة فإن الشخص يلاحظ ظهور بعض الأعراض مثل: تسارع ضربات القلب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو القلق، أو التعرق المفرط، أو خفقان القلب، ويعد حدوث ذلك أمراً مؤقتًا، بحيث يزول بزوال المحفز أو العامل الذي أدى إلى ذلك، ولكن في بعض الحالات قد يعاني الشخص من ارتفاع مستوى هرمون الأدرينالين نتيجة الإصابة بحالة مرضية معينة، وغالباً ما يرتبط ذلك بالإصابة بورم في الغدة الكظرية يسمى ورم القواتم (بالإنجليزية: Pheochromocytoma) أو ورم المستقتمات (بالإنجليزية: Paraganglioma)، ومن الجدير ذكره أن هذه الحالة تكون وراثية في العادة،[٤] وقد يكون كل منهما حميداً أو خبيثاً، وفيما يلي بيان لكل حالة منهما:[٦]

  • ورم المستقتمات: ويطلق هذا المصطلح على الأورام التي تتكون في الأصل خارج الغدد الكظرية، وغالباً ما تتشكل هذه الأورام بالقرب من الشريان السباتي على طول المسارات العصبية في الرأس والرقبة، وقد تتشكل أيضاً في أجزاء أخرى من الجسم.
  • ورم القواتم: وهي عبارة عن أورام المستقميات التي تتكون في الغدد الكظرية، تحديداً في لب الغدة الكظرية.


تتفاوت أعراض الإصابة بورم القواتم أو ورم المستقتمات من شخصٍ لآخر، ففي بعض الحالات قد تتسبب هذه الأورام بإفراز المزيد من الهرمونات، وفي حالات أخرى قد تظهر هذه الأورام على شكل كتلة في الرقبة أو قد تؤدي إلى ظهور علامات وأعراض عديدة؛ منها: ارتفاع ضغط الدم، والصداع، والتعرق الشديد دون سبب معروف، وضربات القلب القوية والسريعة أو غير المنتظمة، والاهتزاز أو الرعشة، والشحوب، ومن الجدير بالذكر أن الأعراض قد تظهر في أي وقت أو قد تحدث كاستجابة لأحداث معينة؛ مثل ممارسة نشاط بدني شاق، أو الولادة، أو التعرض لإصابة جسدية، أو التعرض لضغوط نفسية كبيرة، أو الخضوع للتخدير أو جراحات معينة، أو تناول الأطعمة التي تحتوي على كميات عالية من مادة التيرامين؛ ومنها: الشوكولاتة والجبن.[٦]


نقص مستوى هرمون الأدرينالين

تعد اضطرابات نقص مستوى هرمون الأدرينالين أمر غير مألوف ومعتاد حتى في الحالات التي يخضع فيها الشخص لجراحة أو يصاب بمرض يؤثر في الغدد الكظرية، ولكن قد يظهر هذا الاضطراب في حالات نادرة عند الإصابة بنقص إنزيمات الكاتيكولامينات الجينية، وتعد هذه الحالة نادرة وغير مألوفة،[٤] ومن الجدير بالذكر أن انخفاض مستويات هرمون الأدرينالين قد يؤدي إلى إعاقة قدرة الشخص على الاستجابة للمواقف العصيبة بشكلٍ مناسب.[٧]


كيفية السيطرة على مستويات هرمون الأدرينالين

على الرغم من أن ارتفاع الأدرينالين أمر صحي ومهم للاستجابة للتوتر، ولكن قد يؤدي ارتفاعه المُزمن والمستمر إلى التسبب بأضرار عدة، والتي قد تتضمن: القلق، أو الأرق، أو زيادة الوزن، أو الصداع، أو تلف الأوعية الدموية، أو زيادة ضغط الدم، أو النوبات القلبية، أو السكتات الدماغية، لذلك يجدر بالأشخاص تعلم التقنيات التي تُفيد في مواجهة استجابة الجسم للتوتر، وبشكلٍ عام إنّ تحقيق السيطرة على مستويات هرمون الأدرينالين يمكن أن يتم من خلال القيام بالطرق الآتية:[١]

  • ممارسة تمارين التنفس العميق.
  • ممارسة التأمل.
  • اتباع نظام غذائي صحي متوازن.
  • ممارسة الرياضة بصورة منتظمة.
  • الحد من استهلاك الكافيين.
  • الامتناع عن شرب الكحول.
  • ممارسة تمارين اليوجا أو التاي تشي، والتي تجمع بين عدة حركات إلى جانب التنفس العميق.
  • تجنب بعض الممارسات قبل النوم؛ خاصة استخدام الهاتف المحمول، أو مشاهدة التلفاز، أو التعرض للأضواء الساطعة أو أجهزة الكمبيوتر أو الموسيقى الصاخبة.
  • مشاركة الشخص الآخرين من حوله المواقف العصبية التي يمر بها عن طريق التحدث إليهم حولها، إذ إن ذلك قد يُخفف من التفكير بهذه الأمور قبل الخلود إلى النوم.


المراجع

  1. ^ أ ب "adrenaline-rush", healthline, Retrieved 2/5/2021. Edited.
  2. "adrenal-glands", hopkinsmedicine, Retrieved 2/5/2021. Edited.
  3. "adrenaline", hormone, Retrieved 2/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "adrenaline", yourhormones, Retrieved 2/5/2021. Edited.
  5. "Catecholamine blood test", medlineplus, Retrieved 2/5/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "pheochromocytoma-treatment", cancer, Retrieved 2/5/2021. Edited.
  7. "catecholamines", medicalnewstoday, Retrieved 2/5/2021. Edited.