لا تزال عمليات التفكير وآلية حدوثها المُعقدة غير واضحة تمامًا وبدقةٍ عاليةٍ للعلماء حتى الآن، على الرغم من أنّ كيفية اتّصال خلايا الدّماغ مع بعضها البعض واضحة ومفهومة لديهم،[١] والسّؤال الآن، كيف يُفكر الدّماغ؟


كيف يفكر الدماغ؟

يحتاج الدّماغ ليُفكّر إلى الخلايا العصبية التي تستقبل المعلومات من العالم الخارجي المحيط بالشخص وتنقلها بعد ذلك إلى خلايا عصبية أخرى، ويُعدّ نقل المعلومات بين الخلايا العصبية أساسًا لتوضيح عملية تفكير الدّماغ، كما أنّ الأمر الآخر الذي يدعم عملية التفكير هو إمكانية هذه الخلايا للتغيّر اعتمادًا على الظروف المحيطة بها؛ إذ يُمكن للعقل التّعرف على تجارب سابقة والاستجابة بشكلٍ مختلفٍ عند تكرار التعرّض لها، كما يُمكن للعقل أن يُحدّث نفسه باستمرار لإدراك الوضع الحالي الذي يُحيط به، بالإضافة لذلك يُمكن للخلايا العصبية أن تتغير لتُصبح أكثر نشاطًا في حالات التفكير بإيجاد حلٍ للغزٍ ما، أو عند تذكّر حقيقة معينة، وبالتالي فإنّ العقل يتتبع دائمًا ما حوله من أحداث ووقائع، ويتوقع ما يمكن حدوثه في المستقبل القريب.[٢]


أهم العناصر اللّازمة لتفكير الدماغ

عندما يبدأ الدّماغ في التفكير فإنّ العديد من أجزائه بالإضافة للجهاز العصبي تتفاعل وتتشارك معًا للتحكم في هذه العملية المُعقدة، والتي تتطلب وجود مجموعة من العناصر لحدوثها، وفيما يلي توضيحًا لذلك:[٣]

  • جهد الفعل: هو تغيّر مفاجئ لكهربائية الخلية العصبية ناتجًا عن حدوث بعض التغيّرات الكيميائية.
  • الخلايا العصبية: (Neurons)، هي الخلايا التي تُرسل من خلالها الإشارات.
  • النواقل العصبية: (Neurotransmitter)، مواد كيميائية تُطلقها الخلايا العصبية للتواصل مع بعضها البعض، ومنها الدوبامين (Dopamine)، والإيبينيفرين (Epinephrine)، والنورإيبينيفرين (Norepinephrine).
  • القشرة الجبهيّة الأمامية: (Prefrontal Cortex)، هو جزء من الدّماغ يُشارك في التخطيط، وبناء الشخصية، واتخاذ القرارات، وبناء السلوك الاجتماعي الخاص بالشخص.
  • قرن آمون أو الحُصين: (Hippocampus)، هو جزء من الدّماغ يمتلك دورًا مهمًا في أداء العديد من وظائف الذاكرة.
  • المشبك أو الوصلة العصبية: (Synapse)، هو الهيكل الذي يسمح للخلايا العصبية بتمرير الإشارات الكيميائية أو الكهربائية إلى الخلايا المستهدفة.


هل الدماغ هو نفسه العقل؟

لا، إنّ الدّماغ والعقل كيانان مختلفان عن بعضهما البعض، ومع ذلك فإنّهما في النهاية يرتبطان معًا لأداء وظائف محددة؛ إذ يعمل العقل من خلال الدّماغ على الرغم من كونه منفصلًا عنه، وللتوضيح أكثر؛ يُعدّ الدّماغ عضوًا من أعضاء الجسم ولكن العقل ليس كذلك، كما أن الدّماغ هو المكان الذي يُقيم فيه العقل ويحتوي على النبضات الإلكترونية التي تُحفّز التفكير، وكلاهما يُنظمان ويُنسقان معًا الحركة والأنشطة وانتقال النبضات، بينما يُستخدم العقل كما ذكرنا سابقًا للتفكير سواء أكان التفكير في أمور قد حدثت في الماضي، أو أمور تحدث الآن، أو أمور ستحدث في المستقبل، وباختصار فإنّ العقل هو نتاج الفكر والإدراك والعاطفة والتصميم والذاكرة والخيال الذي يحدث داخل الدّماغ، وغالبًا ما يُستخدم العقل للإشارة بشكلٍ خاص إلى عمليات التفكير، والقدرة على التحكم بالأفعال، وإدراكها، ومعرفة سبب القيام بها.[٤][٥]


كيف يُمكن الحفاظ على الصحة العقليّة؟

يُمكن لاتّباع العديد من الإرشادات أن تُساعد على الحفاظ على صحّة العقل، ويُذكر منها ما يلي:[٦]

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: يُساعد ممارسة الرياضة لمدّة 30 - 60 دقيقة في معظم أيام الأسبوع كالمشي، أو السباحة، أو كرة التنس، أو أي نشاط بدني هوائي على زيادة تدفق الدّم إلى العقل.
  • الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم والراحة: يُنصح بالنوم ليلًا لما يُقارب 7 - 8 ساعات متتالية؛ إذ تُشير العديد من الدراسات إلى أن النوم يُساعد على التخلّص من البروتينات غير الطبيعية في الدّماغ، مما يُعزّز الذاكرة وصحة العقل.
  • اتّباع حمية البحر الأبيض المتوسط: (Mediterranean Diet)، تُركز هذه الحمية على تناول الأطعمة النباتية، والحبوب الكاملة، والأسماك والدهون الصحية كزيت الزيتون، إلى جانب الحدّ من تناول اللحوم الحمراء والملح.
  • المحافظة على نشاط العقل: يمكن القيام بذلك عن طريق حل الألغاز، أو القراءة، أو غيرها من الألعاب التي تُنشّط العقل.
  • التفاعل الاجتماعي: يحدث ذلك من خلال البقاء بالقرب من الأصدقاء والأشخاص المُقربين، الأمر الذي يُقلل بشكلٍ واضحٍ من الشعور بالاكتئاب والتوتر.


هل الإفراط في التفكير مرض عقلي؟

ليس شرطًا، في الواقع يرتبط الإفراط في التفكير بوجود بعض الاضطرابات العقلية كالاكتئاب، أو القلق، أو ضغوطات ما بعد الصدمة (Post-Traumatic Stress)، أو اضطراب الشخصية الحدية (Borderline Personality Disorder)، وللحدّ من ذلك لا بدّ في بداية الأمر من تحديد الشخص للسبب الذي يُحفّز التفكير المُفرط لديه، وبمجرد معرفته يُمكن إيجاد العديد من الطرق للتغلّب عليه؛ كأن يُحوّل تركيزه لممارسة تمارين التنفس، وغيرها من الأمور التي تُهدئ الجهاز العصبي.[٧]


المراجع

  1. "Ask a Scientist: Neurons help explain how our brains think", pressconnects, 17/3/2019, Retrieved 26/10/2021. Edited.
  2. "Blue Sky Science: How does our brain think?", morgridge, 10/9/2017, Retrieved 26/10/2021. Edited.
  3. Arlin Cuncic (17/7/2019), "What Happens to Your Body When You're Thinking?", verywellmind, Retrieved 26/10/2021. Edited.
  4. Caroline Leaf (8/3/2021), "How Are The Mind & The Brain Different? A Neuroscientist Explains", mindbodygreen, Retrieved 26/10/2021. Edited.
  5. "Anirudh Kumar Satsangi", researchgate, 11/9/2011, Retrieved 26/10/2021. Edited.
  6. Donn Dexter, "5 tips to keep your brain healthy", mayoclinichealthsystem, Retrieved 27/10/2021. Edited.
  7. Syeda Hasan (12/7/2019), "How Overthinking Can Affect Mental And Physical Health", keranews, Retrieved 27/10/2021. Edited.