قد يُصاب الأطفال بإصابات في الرأس جرّاء اللعب، وعادةً ما تكون هذه الإصابات طفيفة في أغلب الأحيان وتُعالَج بالإسعافات الأولية، بينما في حالاتٍ نادرة قد تتسبب الإصابات بنزيف داخلي في الدماغ، ويجدر التنويه إلى أنه من الحالات الخطيرة التي تتطلّب استدعاء الطوارئ، والتي تُعالَج في وحدة العناية المُركّزة في المستشفى،[١][٢] وفي المقال سنتطرّق إلى كيفية علاج النزيف الداخلي في الرأس للأطفال.
علاج النزيف الداخلي في الرأس للأطفال
يُساعد علاج النزيف الداخلي في الرأس للطفل (Intracranial hematoma) على الحدِّ من إلحاق الضّرر بالدماغ، وتقليل احتمالية تعرُّض الطفل لمشاكل عصبية طويلة الأمد، بالإضافة إلى إنقاذ حياة الطفل، ويعتمد العلاج على عدة أمور، بما في ذلك؛ سبب النزيف وحجمه وموقعه، والصّحة العامة للطفل، وبناءً على ذلك، سيتضمّن العلاج ما يلي:[٣][٤]
الإسعافات الأولية
إذا تمّ ملاحظة وجود أعراض النزيف الداخلي للطفل؛ فلا بدّ من طلب الطوارئ فورًا، وخلال فترة انتظار قدوم الإسعاف يتمّ القيام ببعض الإسعافات الأولية، ومن هذه الإسعافات الأولية ما يلي:[٥][١]
- الامتناع عن تحريك الطّفل إن كان فاقدًا للوعي؛ ووضعه في مكانٍ آمن، بحيث يكون رأسه مرتفعًا قليلاً عن مستوى جسمه، وبالتّحديد إذا بدأ في التقيؤ.
- القيام بخطوات إنعاش القلب والرئتين الخاصّة للأطفال عند إصابتهم بانقطاع التنفس.
- الامتناع عن تقديم الطّعام أو الشراب للطفل.
- تفادي تحريك أيّ طرفٍ ضعيفٍ في جسم الطفل.
- مراقبة الطفل لتقييم أيّة تغيّرات في حالته الصّحية، وإعلام فريق الطّوارئ بأيّة أعراضٍ جديدة تظهر عليه.
الأدوية
تكون بعض حالات النزيف الداخلي في الدماغ عند الأطفال بسيطة ولا تتطلّب التّدخّل الجراحي، إذ يمكن استخدام الأدوية وتحت إشراف الطّبيب فقط للسيطرة على النّزيف الداخلي، والحدّ من حدوث النوبات، والتحكّم في ضغط الدم، وتتضمّن هذه الأدوية ما يلي:[٣][٤]
- الأدوية المضادة للقلق.
- أدوية للسيطرة على ضغط الدم.
- الأدوية المضادة للصرع من أجل السيطرة على النوبات.
- الأدوية المسكنّة للألم؛ للتخفيف من الصداع الشّديد.
- مليّنات البراز لمنع الإمساك والإجهاد أثناء حركات الأمعاء.
- إعطاء الطفل العناصر الغذائية والسّوائل عن طريق الوريد، أو عبر تمديد أنبوبٍ للتغذية في المعدة بحسب حالة الطّفل.
التّدخل الجراحي
يمكن اللجوء إلى التدخّل الجراحي بعدّة طرق حسب حالة الطفل، وسنوضّحها بالنّقاط التالية:[٣][٤]
- تخفيف الضغط: سيقوم الطبيب بإجراء ثقبٍ صغيرٍ في الجمجمة للسماح بتصريف الدم، أو إزالة جزئية من الجمجمة للسماح بتوسّع الدماغ المتورم، أو فتح تجويفٍ في الجمجمة.
- معالجة تمدد الأوعية الدموية الدماغية: يقوم الطبيب بفتح تجويف الجمجمة، أو إجراء تصويرٍ للأوعية؛ لمنع تمزّقها مستقبلاً.
- تصحيح تشوهات الأوعية الدموية غير الطّبيعية في الدماغ: يقوم الطبيب بإجراء عملية جراحية لقصّ أو إزالة الأوعية الدموية غير الطبيعية، أو استخدام قسطرة لحقن مادة أو إدخال البالون في الأوعية الدموية غير الطّبيعية بهدف إغلاقها.
- تصحيح التشوه الشرياني الوريدي (AVM): يمكن إزالة التشوّه الشرياني الوريدي من خلال الجراحة، أو استخدام الإشعاع الموجّه بالكمبيوتر لإغلاق الأوعية، أو استخدام مادة خاصّة لمنع تدفق الدم فيها.
يجدر التّنويه بأنه في حالات كمية النّزيف القليلة، يستطيع الجسم امتصاصها من تلقاء نفسه، دون الحاجة إلى التدخّل الجراحي، لكن الطفل سيبقى في المستشفى من أجل مراقبة أعراض النزيف وضمان عدم تفاقم الحالة الصّحيّة للطفل سوءًا.
العلاجات الأخرى
قد يواجه بعض الأطفال بعد التعرُّض للنزيف الداخلي مشاكل في التعلم، والحركة، بينما يعاني بعض الأطفال من مشاكل عصبية؛ كنوبات الصّرع، لذلك قد يساعد العلاج طويل الأمد على استعادة الوظائف اللازمة للحياة اليومية، ومنع تكرار النزيف في الدّماغ مستقبلاً، ويجدر التنويه إلى أنَّ مدة الشفاء تختلف بحسب حالة الطفل، وقد يشمل العلاج طويل الأمد ما يلي:[٣][٤]
- العلاج الطبيعي.
- علاج مشاكل النطق.
- تغيير بعض سلوكيات الحياة لتقليل احتمالية حدوث نزيف آخر.
أعراض النزيف الداخلي في الرأس للأطفال
يُصاحِب النّزيف الداخلي في الرأس للأطفال العديد من الأعراض، مثل:[٣]
- الصّداع الشديد.
- الشعور بالغثيان والتقيُّؤ.
- الشعور بالدوار.
- حدوث مشاكل في الرؤية أو الكلام أو الحركة.
- تغيُّر مفاجئ في الشخصية، والشّعور بالارتباك أو التهيُّج.
- تصلُّب الرقبة.
- نوبات التشنّج.
دواعي مراجعة الطبيب
من الضروري الاتصال بالطوارئ فورًا في الحالات التالية:[٥][١]
- إذا تعرّض الطفل لضربةٍ على الرأس، وكانت ضربة قوية.
- إذا لم يتوقف الطفل عن البكاء بعد التعرُّض لضربةٍ على الرأس.
- إذا كان هناك شكّ حول وجود نزيفٍ داخلي في رأس الطفل.
المراجع
- ^ أ ب ت "First Aid: Head Injuries", kidshealth, Retrieved 18/2/2022. Edited.
- ↑ "Intracranial hematoma", mayoclinic, Retrieved 18/2/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح can damage brain tissue,term brain (neurologic) problems. "When Your Child Has Intracranial Hemorrhage", fairview, Retrieved 18/2/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Brain Bleed, Hemorrhage (Intracranial Hemorrhage)", clevelandclinic, Retrieved 18/2/2022. Edited.
- ^ أ ب "First Aid for Stroke", healthline, Retrieved 18/2/2022. Edited.
