تعتبر شبكية العين (Retina) من الأنسجة المغلّفة أو المصفّحة، فهي تتكون من ثلاث طبقاتٍ وظيفتها الرّئيسية هي الرّؤية، وفي هذا المقال سنتحدث عن الطبقة الخارجية لشبكية العين ودورها في الرؤية.[١]

عدد الخلايا في شبكية العين بالمليون

تتكون الطّبقة الخارجية في شبكية العين من نوعين من الخلايا المتخصّصة هما: العصي والمخاريط، ويبلغ مجموع الخلايا فيهما حوالي 132 مليون خلية، ويعمل كلا النوعين من هذه الخلايا على استقبال الضّوء حسب ظروف الإضاءة لإنتاج الصورة وتحديد أدقّ التفاصيل، ويبلغ عدد كلٍ منهما بالتفصيل كما يلي:[٢][٣]

  • الخلايا العصوية (Rod Cells): وهي خلايا حساسة تجاه الضوء الخافت، لذلك فهي المسؤولة عن الرّؤية في الليل وفي الإضاءة الخافتة، ويبلغ عدد هذه الخلايا حوالي 125 مليون خلية عصوية.
  • الخلايا المخروطية (Cone Cells): هي عبارة عن الخلايا التي تتركّز في وسط شبكية العين (Fovea Centralis)، وتعتبر هذه الخلايا حساسة تجاه الضوء السّاطع والألوان، لذلك فهي المسؤولة عن الرؤية في النهار وتحديد الألوان، ويبلغ عدد هذه الخلايا حوالي 6 - 7 ملايين خلية مخروطية.


ما دور خلايا الشبكية في رؤية الألوان؟

عندما يتمّ تسليط الضّوء على الأشياء، يتم امتصاص جزءٍ منه وانعكاس الباقي، إذ يعتمد الطول الموجي للانعكاس ومقدار الامتصاص على خصائص المادة التي وقع عليها الضوء، وعند النّظر إلى الأشياء التي ينعكس منها الضّوء بطولٍ موجي معين تستطيع العين من خلاله تحديد اللون بالآلية التالية:[٤][٥]

  • ينعكس الضّوء عن الأشياء، ثم يرتطم بخلايا الشبكية الموجودة في الجزء الخلفي من العين وتحديدًا بالمخاريط.
  • تُرسِل المخاريط إشاراتٍ إلى الدماغ فور وصول الضوء إليها.
  • يُترجِم الدماغ الإشارات إلى الألوان التي نراها.
  • يتمكّن الدماغ من إدراك اللون عبر الخلايا المخروطية تبعاً للطول الموجي.


كيف تستجيب العصي والمخاريط للألوان؟

لا تتشابه العصي والمخاريط في الاستجابة للألوان، بل وحتى المخاريط بين نفسها تختلف في استجابتها للألوان، بحيث تستجيب 64% منها بشدّة للون الأحمر، بينما يستجيب ما يُقارِب 32% منها للون الأخضر، وما تبقّى منها ويشكّل نسبة 2% تستجيب بشدّة للون الأزرق.[٤]


وعلى عكس المخاريط تستجيب العصي للضوء بمستوياتٍ أقلّ بكثير، وذلك سبب رؤية اللونين الأسود والأبيض فقط في الظلام، فهي المسؤولة عن رؤية السماء ليلًا باللون الأسود الذي تتخلله النجوم البيضاء المضيئة.[٥]


لماذا لا نتمكن من الرؤية بوضوح عند الدخول إلى مكان مظلم؟

فور دخولك إلى مكانٍ مظلم؛ تكون الخلايا المخروطية في الشبكية مستمرّة في عملها ولم تتفعل الخلايا العصوية بعد، وبما أن المخاريط تحتاج لإضاءةٍ شديدة حتى تعمل بعد مرور 7-10 دقائق، فإنها ستتوقف بينما تبدأ العصي العمل، وذلك لأنها المسؤولة عن الرؤية بوجود الإضاءة الخافتة، فعندما تبدأ العصي عملها لن تتمكن من رؤية الألوان بوضوح؛ وذلك لأن العصي لا تدرك المعلومات الخاصّة بالألوان، وإنّما المخاريط هي المسؤولة عن إدراك الألوان، والتي لا تعمل جيدًا في الظلام.[٦]


لماذا لا نتمكن من الرؤية بوضوح بعد مغادرة مكان مظلم؟

بعد مغادرتك مكانًا مظلمًا سترى ضوءًا ساطعًا يمنعك من الرؤية لدقيقةٍ أو دقيقتين، وسبب ذلك هو أن الخلايا العصوية أصبحت مشبعة وتوقفت عن العمل بسبب الإضاءة الشّديدة عند التحرّك نحو الخارج، وستحتاج الخلايا المخروطية إلى بعض الوقت حتى تتمكّن من الرؤية بوضوح.[٦]


المراجع

  1. "What is the Retina? | Review of the Retina", vmrinstitute, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  2. "How the eye works ", eyeinstitute, Retrieved 10/7/2021. Edited.
  3. "Anatomy of the eye", moorfields, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Why do we see colours differently?", bbc, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "How do we see in color?", askabiologist, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "The Retina", washington, Retrieved 12/7/2021. Edited.