تعتبر العين أكثر عضو حساس في الجسم، فهي المسؤولة عن حاسة الإبصار، وعن أربعة أخماس المعلومات التي يتلقاها الدماغ، لتكون هذه النسبة هي السبب الأرجح لاعتمادنا على أبصارنا أكثر من أي حاسة أخرى، فكيف تتم عملية الرؤية وهل تحتاج إلى شروط معينة؟[١]


شروط رؤية عين الإنسان لجسم ما

يلزم لحدوث عملية الرؤية وجود الضوء الكافي حولنا، وذلك لوصول أشعة الضوء المنعكسة من الأشياء إلى العين، ومن ثم مرورها عبر سلسلة من الأجزاء داخل العين، تبدأ بالقرنية وتنتهي بالشبكية، شريطة أن تكون جميع هذه الأجزاء سليمة وتعمل بشكل متناسق لإتمام عملية الرؤية، وأي خلل فيها قد يؤدي إلى خلل في الرؤية، وفي ما يلي تفاصيل مراحل العملية:[٢][٣]


انعكاس الضوء عن الأجسام

في البداية ينعكس الضوء عن الأجسام المحيطة، ليصل إلى العين ويدخل عن طريق القرنية (Cornea)، وهي الطبقة الشفافة التي تغطي العين، حيث تعمل على تركيز الضوء المنعكس، وتسمح له بالمرور من خلالها ليصل العدسة، لتبدأ عملية معالجة الضوء والرؤية.[٤][٢]


عملية معالجة الضوء

تنطوي عملية معالجة الضوء قبل وصوله إلى الدماغ على عدد من الخطوات المتتابعة، وفي ما يلي ذكرها بالتفصيل:[٥][٢]

  • يدخل الضوء الواصل من القرنية إلى البؤبؤ، وذلك بالمقدار الذي تسمح له به القزحية (Iris) في الدخول، حيث إنها الجزء الذي يتحكم بحجم البؤبؤ وكمية الضوء الداخل.
  • يعبر الضوء بعد ذلك العدسة، التي تركّز الضوء قبل أن يصل إلى الشبكية، وهي غشاء حساس للضوء يغطي الجزء الخلفي من العين، وتحتوي على ملايين الخلايا العصبية التي تكون العصب البصري.
  • بعد وصول الضوء إلى الشبكية، سيتمركز في نقطة تسمى البُقعة (Macula)، وهي المسؤولة عن الرؤية التفصيلية التي من خلالها يمكن رؤية الأشياء والألوان والتعرف على الوجوه.

 

تحويل الضوء إلى إشارات كهربائية

بعد تركز الضوء داخل شبكية العين في البُقعة، تقوم المستقبلات الضوئية، والتي يبلغ عددها في العين البشرية الواحدة ما يقارب 125 مليوناً، بتحويل الضوء إلى إشارات كهربائية، لتنتقل هذه الإشارات من خلال العصب البصري إلى الدماغ، حيث يتم هناك ترجمتها وتحويلها إلى صور.[٢][٦]


كيف تحدث الرؤية في الظلام؟

إنَّ كمية الضوء المتوفرة في الظلام تكون معدومة، وهنا يأتي دور القزحية، والتي تتوسع لتجعل بؤبؤ العين يبدو أكبر مما كان عليه، وذلك للسماح لأكبر قدر ممكن من الضوء بالوصول إلى الشبكية، حيث تتواجد المستقبلات الضوئية، والمستقبلات نوعان هما:

  • العصي: وهذا النوع من المستقبلات الضوئية يكون أكثر حساسية للإضاءة المنخفضة، لكن الرؤية من خلاله تكون بالأبيض والأسود فقط.
  • المخاريط: وهي المستقبلات الضوئية التي تسمح برؤية الألوان.

لذا في حال كان المكان مظلم، تبدأ جميع العصي بالعمل، بالإضافة إلى عدد قليل من المخاريط، ولهذا السبب يكون تمييز الألوان في الظلام صعباً، وعندما تبدأ كمية الضوء بالازدياد، تبدأ بعد ذلك المزيد من المخاريط بالعمل ورؤية الأشياء ببعض الألوان.[٧]


كيف تظهر الأجسام على الشبكية؟

تظهر الأجسام على شبكية العين بصورة مقلوبة، وذلك بسبب انكسار الضوء عند مروره عبر سطحي القرنية والعدسة المنحنيان، واللذان يعاملان معاملة العدسة المحدبة، مما يعكس الصورة بهذا الشكل المقلوب على شبكية العين، وعند وصولها من خلال الإشارات الكهربائية والعصب البصري إلى الدماغ، يقوم بقلبها في الاتجاه الصحيح لنراها بشكل معتدل.[١][٨]


متى تتأثر الطريقة التي يرى بها الإنسان حوله؟

تتأثر الطريقة التي نرى بها الأجسام عند تأثر معامل انكسار الضوء، ففي العين السليمة، التي تكون فيها القرنية والعدسة لهما الانحناء ذاته، يحدث انكسار الضوء بشكل طبيعي على الشبكية تماماً، أما عندما تكون القرنية غير ملساء أو انحناء العدسة غير طبيعي، يتغير معامل انكسار الضوء، مما يجعل الرؤية قد تبدو مشوّشة من مسافة قريبة أو بعيدة، الأمر الذي ينتج عنه عدد من مشاكل الرؤية: مثل: قصر أو طول النظر.[٩]


ما هي المشاكل المرتبطة بالرؤية؟

من أشهر المشاكل المرتبطة بانكسار الضوء وحدوث الرؤية في العين طول النظر وقصر النظر، وفيما يلي شرح كل منهما:[٩][١٠]

  • طول النظر: وهي حالة تتسبب في رؤية الأشياء البعيدة بوضوح، أما القريبة فتبدو غير واضحة، ويحتاج الشخص إلى التحديق بالشيء ليتمكن من رؤيته، الأمر الذي يتسبب بإجهاد العين، ويحدث طول النظر بسبب:
  • عدم تماثل الانحناء في كل من القرنية والعدسة، فينتج عنه تركز الضوء خلف شبكية العين، الأمر الذي يجعل الأشياء القريبة تبدو غير واضحة.
  • وجود نقص في طول كرة العين، أو انحناء بسيط في القرنية، مما يتسبب أيضًا في تركز الضوء خلف شبكية العين، مؤدياً إلى نفس المشكلة.
  • قصر النظر: هي حالة تتسبب في رؤية الأشياء القريبة بشكل واضح، أما الأشياء البعيدة فتبدو غير واضحة، الأمر الذي يُجهد العين أثناء محاولتها رؤية الأشياء البعيدة، ويحدث قصر النظر بسبب:
  • عدم تماثل انحناء كل من القرنية والعدسة بشكل متساوي، الأمر الذي يتسبب في تركز الضوء أمام شبكية العين.
  • وجود زيادة في طول كرة العين أو انحناء شديد في القرنية، مما يسبب تركز الضوء أمام شبكية العين أيضاً.

المراجع

  1. ^ أ ب "The eyes", sightsavers, Retrieved 11/8/2021.
  2. ^ أ ب ت ث "How the Eyes Work", nei.nih, Retrieved 11/8/2021.
  3. "Understanding the Vision Process", parkslopeeye, Retrieved 30/9/2021. Edited.
  4. "The eyes", sightsavers, 27/09/2021. Edited.
  5. "How your eyes work", visioninitiative, Retrieved 11/8/2021.
  6. "Vision: It all Starts with Light", brainfacts, Retrieved 12/8/2021.
  7. "Night Vision", aao, Retrieved 12/8/2021.
  8. "Physics of the Eye", lumenlearning, Retrieved 12/8/2021.
  9. ^ أ ب "Farsightedness", mayoclinic, Retrieved 12/8/2021.
  10. "Nearsightedness", mayoclinic, Retrieved 12/8/2021.