الصفائح الدموية

الصفائح الدموية أو الصفيحات (بالإنجليزية: Platelets) هي إحدى أنواع خلايا الدم، وتمتاز بكونها عديمة اللون ولا توجد نواة فيها، ومن الجدير ذكره أنّ الصفائح الدموية تتشكّل في نخاع العظم وهو النسيج الموجود في العظام والذي يشبه الإسفنج في تركيبته، ويجدر بالذكر أنّ الصفائح الدموية تلعب دورًا رئيسيًا ومهمًا في عملية تخثر الدم أو تجلط الدم.[١][٢]

حقائق حول الصفائح الدموية

  • يتم إنتاج الصفائح الدموية في نخاع العظام إلى جانب خلايا الدم البيضاء وخلايا الدم الحمراء.[٣]
  • تعيش الصفائح الدموية في الدم لمدة 8 إلى 10 أيام بعد أن يتم تكوينها وإطلاقها في مجرى الدم.[٣]
  • تشكل الصفائح الدموية ما نسبته حوالي 1% أو أقل من الدم الكامل.[٤]
  • تظهر الصفيحة الدموية وكأنها صفيحة صغيرة الحجم تحت المجهر.[٣]
  • يُجرى فحص تعداد الدم الكامل لمعرفة ما إذا كان هناك مشكلة في عدد الصفائح الدموية أم لا.[٣]


إنتاج الصفائح الدموية

يتم إنتاج الصفائح الدموية في نخاع العظم عن طريق الخلايا كبيرة النواة المعروفة أيضاً بالخلايا المُنتجة للصفيحات (بالإنجليزية: Megakaryocyte)، إذ تتطور هذه الخلايا مشكلةً ما يعرف بالخلايا العملاقة (بالإنجليزية: Giant cells)، بحيث تخضع لعمليات تجزئة تتسبب بإنتاج عدد كبيرة من الصفائح الدموية تُقدر كميته بحوالي 1000 صفيحة لكل خلية نواة كبيرة، وتتم هذه العمليات جميعها بتنظيم من قِبل هرمون الثرومبوبويتين (بالإنجليزية: Thrombopoietin).[٥]


بنية الصفائح الدموية وتشريحها

تتميز الصفائح الدموية بكونها خلايا غير حقيقة نظراً لكونها لا تحتوي نواة؛ وهذا ما يُشير إلى عدم وجود مادة وراثية DNA خاصة بنواة الصفائح، ومن الجدير ذكره أن الصفائح الدموية تكون بأشكال غير منتظمة بحيث يتراوح قطر الواحدة منها بين 2-3 ميكرومترات، ونذكر من مكونات الصفائح الدموية الأخرى ما يأتي:[٤]

  • الميتوكوندريا.
  • الحمض النووي للميتوكوندريا (mtDNA).
  • شظايا وحبيبات الشبكة البلازمية الداخلية الخاصة بالخلايا الأم كبيرة النواة.
  • بروتينات لاصقة.
  • أنابيب وألياف دقيقة.


وظائف الصفائح الدموية

تقوم الصفائح الدموية بعملية التخثر عند التعرض لجرح ما أو تمزق في الأوعية الدموية مصحوب بحدوث النزيف، إذ تكون الصفائح الدموية مسؤولة عن وقف النزيف في هذه الحالة من خلال تشكيل الخثرات الدموية، وتتم العملية بعد التعرض لمُحفز على النحو الآتي:[٦]

  • يحدث ما يعرف بعملية الالتصاق من خلال التصاق الصفائح الدموية داخل الوعاء الدموية الذي تعرض للضرر.
  • يتم إرسال إشارات كيميائية بعد ذلك تُفيد بالحاجة للمزيد من المساعدة، ونتيجة لذلك تستجيب المزيد من صفائح الدم وتقوم بالاتصال والالتصاق مع بعضها البعض فيما يعرف بعملية تكدس الصفيحات (بالإنجليزية: Platelet aggregation)، وينجم عن هذه العملية تشكل خثرة أو انسداداً في جدار الوعاء الدموية.
  • يتم تنشيط سلسلة التخثر (بالإنجليزية: Coagulation cascade) بعد ذلك، والتي تقوم بإضافة بروتين الفيبرين إلى الخثرة الدموية لتوثيقها جيداً مع بعضها البعض، ويترتب على ذلك تشكل قشرة الجرح التي يمكن ملاحظتها عند النظر إلى موضِع الجرح.


ما هو العدد الطبيعي للصفائح الدموية؟

يتراوح عدد الصفائح الدموية الطبيعي بين 150,000 إلى 450,000 صفيحة لكل ميكروليتر من الدم، فإذا زاد عددها عن 450,000 فإن ذلك يؤدي إلى حدوث حالة تعرف بكثرة الصفيحات (بالإنجليزية: Thrombocytosis)، وفي حال نزول عددها إلى أقل من 150,000 فيطلق على الحالة مصطلح قلة الصفيحات (بالإنجليزية: Thrombocytopenia)،[٧] ويكون الشخص عرضة لخطر الإصابة بالنزيف في حال انخفاض عددها لتتراوح بين 100,000 إلى 20,000 صفيحة لكل ميكروليتر من الدم، أما إذا قل عددها عن 50,000 فإنّ النزيف يكون خطيراً حال حدوثه.[٣]


ماذا يحدث إذا كان عدد الصفائح الدموية مرتفعاً أو منخفضاً؟


قلة الصفيحات

تتمثل قلة الصفيحات بانخفاض عدد الصفيحات الدموية إلى أقل من الطبيعي، ويعود سبب ذلك إلى انخفاض إنتاج نخاع العظم من الصفائح أو زيادة تحطّم هذه الصفائح، وقد يكون ذلك داخل الجسم، أو خارجياً مرئياً للعين،[٨] وقد تحدث هذه الحالة بسبب عوامل عديدة، والتي نذكر منها ما يلي:[٩]

  • العوامل الوراثية.
  • التقدم في العمر.
  • الإصابة بأمراض معينة تتسبب بحدوث نزيف مزمن؛ مثل قرحة المعدة.
  • الإصابة بعدوى فيروسية؛ مثل كثرة الوحيدات العدائية أو كثرة الوحيدات الخمجية (بالإنجليزية: Infectious Mononucleosis)، أو فيروس العوز المناعي البشري، أو فيروس الحصبة، أو فيروسات الكبد الوبائي.
  • الإصابة بعدوى بكتيرية؛ مثل تسمم الدم.
  • فقر الدم اللاتنسجي.
  • أمراض المناعة الذاتية، مثل الذئبة الحمراء أو مرض كرون.
  • تليف الكبد.
  • التسمم ببعض أنواع المبيدات الحشرية.
  • الأدوية، مثل: الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، وحاصرات مستقبلات الهيستامين 2 (بالإنجليزية: H2 antagonist)، وبعض المضادات الحيوية التي تحتوي على السلفا، وبعض أنواع مدرات البول.
  • السرطانات؛ مثل سرطان الغدد الليمفاوية وسرطان الدم.
  • العلاجات الكيميائية المستخدمة في علاج السرطان.


كثرة الصفيحات

تكون حالة كثرة الصفيحات أساسية أو ثانوية، وبشكلٍ عام فإنّ كثرة الصفيحات الثانوية تكون أكثر شيوعاً مقارنةً بالأولية، ففي حال الإصابة بكثرة الصفيحات الأساسية فإنها تتمثل بإنتاج نخاع العظم الكثير من الصفائح الدموية، أما كثرة الصفيحات الثانوية فتكون ناجمة عن الإصابة بمرض معين أو حالة مرضية أخرى تحفز نخاع العظم لإنتاج كميات كبيرة من الصفائح الدموية بحيث تتحسن الحالة وتعود الصفائح الدموية إلى عددها الطيعي بعلاج الحالة الرئيسية التي تسببت بحدوث ذلك،[٨] وبشكلٍ عام قد تحدث حالة كثرة الصفيحات بسبب عوامل عديدة، والتي نذكر منها ما يلي:[٩]

  • حالات أقل خطورة ومؤقتة: ومن أبرزها:
  • التعافي من فقدان الدم بعد الجراحة.
  • التعافي من التعرض لإصابة حديثة.
  • التعافي من إدمان الكحول أو نقص فيتامين ب12.
  • ممارسة النشاط البدني المكثف، كالمشاركة في سباق الماراثون الذي يستلزم الجري لمسافات طويلة.
  • أخذ حبوب منع الحمل.
  • حالات أكثر خطورة ومزمنة: ومن أبرزها:
  • فقر الدم المرتبط بنقص الحديد أو فقر الدم الانحلالي.
  • الأمراض التي تسبب استجابة مناعية التهابية، مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي أو مرض التهاب الأمعاء.
  • العدوى، مثل السل.
  • الخضوع لجراحة استئصال الطحال.
  • الإصابة بالسرطانات، مثل: سرطانات الرئة، أو المعدة، أو الثدي، أو المبيض، أو سرطان الغدد الليمفاوية.


اضطرابات وظائف الصفائح الدموية

تمثل اضطرابات وظائف الصفائح الدموية (بالإنجليزية: Platelet Function Disorders) مجموعة من اضطرابات النزيف المرتبطة بمشاكل تؤثر في قدرة الصفائح الدموية على القيام بعملها بشكلٍ مناسب، ممّا يتسبب بحدوث النزيف، وقد تكون هذه الحالة وراثية بحيث تولد مع الشخص وتنتقل من جيل لآخر في العائلة، أو قد تكون مكتسبة تتطور بعد الولادة، وتشكل متلازمة الصفائح الدموية الرمادية (Gray platelet syndrome) أحد الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث اضطرابات الصفائح الدموية الخلقية، وقد تحدث نتيجة أنواع أخرى من المشاكل والمتلازمات، أما اضطرابات الصفائح الدموية المكتسبة فهي قد تكون ناجمة عن عوامل عدة، منها:[١٠]

  • استخدام بعض الأدوية بإفراط، مثل الأسبرين، أو الديبيريدامول (بالإنجليزية: Dipyridamole)، أو الكلوبيدوجريل (بالإنجليزية: Clopidogrel).
  • أمراض الكبد.
  • أمراض الكلى الحادة.
  • مرض التكاثر النخاعي (بالإنجليزية: Myeloproliferative disease)، مثل كثرة الصفيحات الأساسية.


المراجع

  1. "platelet", britannica, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  2. "platelet disorders", medlineplus, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "what-are-platelets", stanfordchildrens, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "platelets", courses.lumenlearning, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  5. intro.html "platelets", ouhsc, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  6. "what-is-a-thrombocyte", verywellhealth, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  7. "what-are-platelets-and-why-are-they-important", hopkinsmedicine, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "What Are Platelets?", urmc.rochester, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "What do high or low platelet count levels mean?", medicalnewstoday, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  10. "Platelet Function Disorders Overview", verywellhealth, Retrieved 29/4/2021. Edited.