يتكون الجهاز العصبي المركزي من نوعان من الأنسجة، وهما الأنسجة المكوّنة من المادة الرماديّة والأنسجة المكوّنة من المادّة البيضاء، وقد يؤثّر ذلك في لون الدّماغ، وهو ما سنناقشه في هذا المقال.[١]



لماذا لون الدماغ رمادي؟

يدور بين النّاس اعتقاد خاطئ أو ليس صحيحاً تماماً؛ ألا وهو أنّ لون الدّماغ رماديّ بالكامل؛ وذلك نتيجةً لاشتماله على أنسجة رماديّة اللون، ولكنّ في حقيقة الأمر إنّ الأنسجة رماديّة اللون تتحوّل إلى اللون الرماديّ بعد الموت فقط، أمّا عندما يكون الإنسان على قيد الحياة فلا يكون لونها رماديّ دائماً بغضّ النّظر عن تسميتها بذلك، إذ نظراً لاستمرارية تدفّق الدّم فيها، فإنّ لونها يكون ورديّاً مائل للرماديّ،[٢][٣] ومن الجدير بالذكر أنّ المادة الرمادية في الدماغ تتكون بشكل أساسي من أجسام الخلايا العصبية، ومحاور غير مملؤة بمادة المايلين -وهي مادة بروتينية دهنية بيضاء اللون-، وفي السياق يجدر بالذكر أن وظيفة المحاور تكمن في ربط الأجسام العصبية ببعضها البعض، كما أنها تنقل الإشارات العصبية بين أجسام الخلايا العصبية بجسم الإنسان.[١]


وظيفة الجزء الرمادي من الدماغ؟

تغطي المادة الرمادية مناطق مختلفة في الدماغ، إذ إنّها تشكّل 40% من حجمه وتستهلك حوالي 94% من الأكسجين الذي يصل إلى الدّماغ، أما النسبة الباقية من الدماغ والتي تمثل 60% منه فهي مكوّنة من المادة البيضاء، ومن الجدير بالذكر أن المادّة الرماديّة توجد أيضاً في الجهاز العصبيّ المركزيّ بشكل عام أيضاً، وبما أنّ الدّماغ، الذي يشتمل على هذه الأنسجة، يعدّ مسؤولاً عن العديد من الوظائف، مثل الحركة، والتفكير، وغيرها، فإنّ المادة الرماديّة أيضاً تلعب دوراً مهما في غالبية هذه الوظائف الجسمية.[٤][٥]


ما الفرق بين المادة البيضاء والمادة الرمادية؟

فيما يلي ذكر لبعض الفروقات بين المادّة البيضاء والمادّة الرماديّة في الدّماغ:[٦]


المادة الرمادية

تتميّز المادّة الرماديّة المتوفرة في الدّماغ بالعديد من الخصائص البارزة، نذكر منها ما يلي:[٦]

  • تُغطّي غالبيّة السطح الخارجيّ من الدّماغ، وبذلك تمثّل الغلاف الخارجيّ له بشكل عام.
  • يعود سبب تسميتها بهذا اللون؛ نظراً لأنّ لون أنسجة الدّماغ التي تحتويها تتميّز باللون الرماديّ المائل للورديّ.
  • تقع في مناطق الدّماغ التي تتكامل أو تنشأ فيها المعلومات.


المادة البيضاء

تختلف المادّة البيضاء عن المادّة الرماديّة في الدّماغ بشكل كبير، بدءاً من لونها ووصولاً إلى وظيفتها ومواقعها، وفيما يلي ذكر لهذه الخصائص:[٦]

  • تقع أسفل المادّة الرماديّة في الدّماغ.
  • تتكوّن من مسارات محاور عصبيّة تكمن وظيفتها في نقل الإشارات الكهربائيّة إلى خلايا عصبيّة أخرى في الجسم.
  • يعود سبب تسميتها بهذا الاسم؛ نظراً لأنها تتكون من الأنسجة الدهنيّة، وهي المايلين، التي تحيط أو تلتف بالمحور العصبيّ.
  • تتميّز بطبيعتها العازلة ذات الكفاءة العالية؛ وبالتّالي تنتقل فيها الإشارات الكهربائيّة بين الخلايا العصبيّة المختلفة في جسم الإنسان بشكل أسرع.


المراجع

  1. ^ أ ب "What is Grey Matter?", .news-medica, Retrieved 10/9/2021. Edited.
  2. "What Color Is Your Brain?", brainathlete, Retrieved 10/9/2021. Edited.
  3. "25 Brain facts you should know", brainscape, Retrieved 10/9/2021. Edited.
  4. "Neuroanatomy, Gray Matter", ncbi, Retrieved 10/9/2021. Edited.
  5. "Cerebellum", my-ms, Retrieved 10/9/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Unlocking Your Brain: White Matter VS Grey Matter", choosemuse, Retrieved 10/9/2021. Edited.